غار ثور
يقع غار ثور في جبل ثور في مكة المكرمة وعلى بعد نحو أربعة كيلو مترات في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام ويبلغ ارتفاعه حوالي 759م
وهو الغار الذي أوى إليه النبي محمد - صلي الله عليه وسلم - هو وأبو بكر الصديق وهما في طريقهما إلى المدينة المنورة في رحلة الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة حتى ذهاب قريش عنهما التي كانت تطاردهما ثم تابعا طريقهما بعد ذلك
وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته، يقول أبو بكر: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه
فقال له النبي : "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" رواه البخاري و مسلم
وقد ذكر الله هذا الحادثة في كتابه فقال سبحانه: " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ". سورة التوبة، آية: 40
تعدّ الهجرة النبوية الشريفة الحدث الأعظم في تاريخ الدعوة الإسلامية في عهد الرّسول – صلي الله عليه وسلم - وفي التاريخ الإسلامي بشكل عام، نظراً إلى أنّ هذا الحدث هو الذي أسّس للدولة الإسلامية، وهو الّذي أرسى القواعد التي قامت عليها هذه الدولة؛ فبهجرة الرسول والمؤمنين من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة نشأ عهدٌ جديد، استطاع المسلمون من خلاله نشر دين الله تعالى في كافّة أرجاء الأرض، وبفضله استطاعوا أن يهدموا أقوى دولتين كانتا موجدتين في ذلك الوقت، وهما: دولتا الفرس والروم ( في بلاد الشام )، وفي أقصر وقت ممكن، وبأقل عدد ممكن مقارنةً بالأعداد المهولة للفرس والروم آنذاك. وبسبب الأهميّة العظيمة للهجرة النبوية المشرفة فقد اشتهر كلّ شيء ارتبط بهذا الحدث الإسلامي العظيم